-A +A
إيمان الرفاعي «ينبع»
تحاول
سيدات وأرامل ينبع تجاوز نفق العوز والحاجة، عبر السوق الرمضاني الذي تنظمه حاليا محافظة ينبع والخاص بمنتجات الأسر المنتجة، وشهد السوق تفاعلاً مشهوداً من المرأة البنبعاوية وخاصة ذوات الدخل المحدود التي شاركت في إدارة «بسطات» مخصصة لبيع المأكولات الرمضانية وجني بعض الأموال التي تساعد على تغطية جزء من نفقات هذه الأسرة.



وبالرغم من تفاوت الأسباب والظروف التي جعلت السوق الرمضاني ملاذا آمنا للعديد من الفتيات والسيدات، إلا أن القاسم المشترك لديهن هو أن السوق يعتبر فرصة مناسبة لإبراز مواهبهن في الطبخ وتوفير المأكولات الرمضانية بجودة عالية وهوما أسهم في زيادة إقبال الزبائن بكافة فئاتهم العمرية.
وكشفت جولة ميدانية لـ«عكاظ» على السوق مشاركة المرأة بفعالية لا تخطئها العين، كما التقت الصحيفة بعدد من البائعات، وكانت البداية مع البائعة أم ناصر التي أشارت إلى أنها تخصصت في بيع السمبوسة والحلويات العربية المختلفة، وقالت حققت عائداً مالياً مقدراً من خلال مشاركتي في السوق تجاوز الألف ريال يومياً في الأسبوع الأول من رمضان المبارك.
من جهتها، بررت احدى البائعات تواجدها في السوق، امتلاكها الموهبة في الطبخ وخاصة في المأكولات الشعبية والتي تلقى رواجا كبيرا بين أهالي ينبع، مشيرة إلى أن زبائنها يثقون بنظافة أكلها وجودته.
فيما بينت بائعة أخرى (أرملة وأم لطفلين) أنها شاركت في السوق الرمضانية نظراً لحاجتها للأموال التي تعينها على شراء ملابس العيد لأطفالها اليتامى ورسم الفرحة على شفاههم من خلال ممارسة تجارة بيع المأكولات الرمضانية، وقالت «تتجاوز مبيعاتي اليومية مبلغ 300 ريال وهو مايغنيني عن طلب مساعدات وصدقات من الاخرين».
واستطردت قائلة «السوق يشهد قوة شرائية كبيرة وإقبالاً ملحوظاً من المواطنين والمقيمين خاصة وأنه يمتاز بكثرة النساء اللواتي اشتهرن بإعداد أصناف من الأكلات الرمضانية الشهية وبأسعار جيدة سواء الأكلات الشعبية التي اشتهرت بها محافظة ينبع أو حتى الأكلات الشامية والمصرية التي تتنوع أطباقها حسب رغبة المتسوقين والمتسوقات».
ورصدت «عكاظ» خلال جولتها داخل السوق سيدة وضعت صورة ابنها المتوفى أمام بسطتها التي خصصتها لبيع المكرونة والمعجنات، وبينت البائعة المصرية شربات أن ابنها قضى على يد والده منذ أكثر من عام، وهي تحاول حالياً دفن حزنها وآلامها على فقدان ابنها من خلال بيع المعجنات ومكرونة البشاميل.
وقالت في معرض حديثها لـ«عكاظ» وهي تسترجع ضحكات وذكريات ابنها وسام (رحمه الله) «لا أحد يستطيع انتشال الآلام مني إلا قناعتي وأحاول الخروج من الآمي وحزني من خلال قضاء بعض الوقت داخل هذه البسطة أمام المتسوقين والمتسوقات وأتظاهر أمام المتسوقين والمتسوقات بالسعادة والبهجة والسرور، لكن في أعماقي يتنازعني الحرمان والآهات المكتومة».